Mar 17, 2012

فلاقتحم العقبة.

{أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ(8)وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ(9)وَهَدَيْنَاهُ النجْدَيْنِ(10)فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ(11)وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ(12)فَكُّ رَقَبَةٍ(13)أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ(14)يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ(15)أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ(16)ثُمَّ كَانَ مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ(17)

١-٢
فكرة: التأملات في هذه الآية لها جوهر عجيب، أولاً انا لست مفسراً ولا عالماً ولا اي شيء. أنا ابحث، و اجتهد. فكلامي مأخوذ و مردود. 

احب انا ابدأ من هنا / فاعتقادي الشخصي البسيط، الأيات السابقة لها وقعٌ و ترجمان غير الذي يقرأ الآيات دراجاً. أنا (أعوذ بالله من كلمة أنا) أن الآيات تضع اساسيات الرُقي النفسي و الروحي و كسر الأعراف و العادات. فكل ما تدركه من حولك يترجم في عقلك إلي ادراك و مفاهيم، و قاتلة لب المفكر، المسلمات التي لا نقاش فيها. تتطور حياتنا و عقولنا و مداركنا بما نستوعبه من العالم المحيط بنا، فالبصر، و الكلام و العقل هي المحاور الرئيسية للكيان. لم يذكر السمع أو اللمس،  النطق مرتبط بالسمع،  و اللمس حاسة مكملة للإدراك العقلي. البصر و السمع و النطق هي لب المدارك، و توصيل الأفكار. 

هنالك أمور مسلمات كثيرة في حياتنا، درج عليها العرف، قد يكون كثير منها منافياً للمنطق و الفكر، أو حتى الفطرة في بعض الأحيان ، ولكن لا نتوانى في ان نشطب على عقولنا في سبيل أن نتلافى التفكير و التمحيص فيها. لا ينمو العقل بدون الفكر و الحجة و البرهان، فكل الأمور التي قد تم التسليم بها لابد أن يكون لها يوم و تنجلي خلفها حقائق قد تؤيدها أو تشطبها- الضوء و كيفية النظر - على سبيل المثال كحقيقة علمية. 

كيف تتطور النفس و ترتقي إلى ما هو ابعد من العادات أو المسلمات؟ هنالك حقيقة يجب أن تدركها و يدركها العقل. دائما و ابدا ( احتاج ان امحص و اناقش  اكثر) انا المجادلة لا تكون مفيدة ، و إنما النقاش و الحجة. و هنالك العامل السحري الأول/ حاول ان تكون مخطأً أو تعترف بالخطأ ( قد اكون مخطئا انا بالذات) فالمفكر من يقرُ بخطأه أو لا يتردد في أن يعترف بالخطأ. انت تكسر شوكة النفس و تجبرها على التواضع و التقبل، فكلما ارسلت رسائل ايجابية للنفس بقولك أن تكون مخطأ و تقرُ بالخطأ كلما تعودت النفس على تقبل الصحيح و البحث و التفكير، هذه أول طريق العقبة. قد تصعد و تصعد أو تعود ادراجك. 

( اذا اعترفت بالخطأ و افتخرت مع نفسك أنك روضّت نفسك أن تكون مخطيء فهذا أول الطريق) 

أنا لا أدري، كثير هي الحالات التي تصادف أننا لا ندري، و لكن نحب أن نقول ، بمجرد أن تأتيك هذه الفكرة حتى لو أدليت بدلوك ارجع وقل و لكن لا أدري. تراجعك عن قولك ليس لأنك جبان ، و لكن لأنك فعلا لا تدري، الجاهل من يرى أنك جاهل و لكن العالم من يرى فيك التواضع و النقاء في الرأي. 

(انا لا ادري، اتراجع عن رأيي ولا اتعصب ، تهذب النفس اكثر) 


التنازل: قدم التنازلات ، تفهّم لماذا لا يكون ما تريد هو ما تريد، اعرف لماذا تريد الشيء. ان تقول انا اسف، ان تجد العذر حين لا يتوقعه احد من منك ، و ان تكون في قلبك مساحة شاسعة للمغفرة. 

ان تكون صاحب أثر حتى في اصعب الظروف حينما يتوقع من الشدة ، كن بالرحمة، و البساطه. خالف توقعات البشر للأفضل. 


هنالك تكملة …